عدن بلس/ منير النقيب

سجّلت العاصمة عدن، اليوم الخميس، واحدًا من أقوى وأبرز المشاهد النضالية والجماهيرية في تاريخ الحراك الجنوبي، مع تدفّق حشود شعبية غير مسبوقة من أبناء محافظة الضالع إلى ساحة الاعتصام المفتوح، في تظاهرة جماهيرية حاشدة حملت رسائل سياسية ووطنية واضحة، وجدّدت العهد بالوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، للمضي قدمًا في اتخاذ الخطوات السياسية الحاسمة لإعلان دولة الجنوب العربي.

وشهدت ساحة الاعتصام المفتوح في مديرية خور مكسر زحفًا جماهيريًا واسعًا فاق كل التوقعات، حيث احتشد الآلاف من أبناء الضالع الى جانب جماهير الجنوب في مشهد وطني مهيب عكس حجم الزخم الشعبي المتصاعد، واتساع قاعدة التأييد للمشروع الوطني الجنوبي، والدعم الشعبي المطلق لمطالب استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

ورفع المشاركون الأعلام الجنوبية، ورددوا الهتافات الوطنية والشعارات الثورية، مجددين تفويضهم الكامل للقيادة السياسية الجنوبية لاتخاذ ما يلزم من قرارات تاريخية، باعتبار استعادة دولة الجنوب حقًا مشروعًا لا يقبل المساومة أو التأجيل، وخيارًا وطنيًا فرضته تضحيات الشهداء وإرادة الشعب.

*حضور التاريخ ورمزية التضحيات

وعقب وصول الحشود القادمة من محافظة الضالع، ألقى محافظ المحافظة اللواء علي مقبل كلمة أمام الجموع الغفيرة، أكد فيها أن مشاركة الضالع، التي عُرفت عبر التاريخ بأرض الشهداء والانتصارات، تحمل دلالات وطنية عميقة في هذا المنعطف المفصلي من مسيرة الجنوب.

وأوضح اللواء مقبل أن حضور أبناء الضالع في ساحة العروض بعدن هو رسالة سياسية واضحة تؤكد ثبات الموقف الجنوبي، ووحدة الصف، والاصطفاف الكامل خلف القيادة السياسية الجنوبية، مشددًا على أن أبناء الضالع جاؤوا اليوم ليعلنوا موقفهم الصريح في دعم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وتفويضه الكامل لإعلان دولة الجنوب العربي.

وأكد أن إرادة شعب الجنوب عصية على الكسر، وأن مسار استعادة الدولة بات خيارًا حتميًا لا رجعة عنه، مهما تعددت التحديات. كما وجّه رسالة مباشرة إلى المجتمعين الدولي والإقليمي، مفادها أن شعب الجنوب ماضٍ بثبات نحو استعادة دولته المستقلة، وأن هذه الإرادة الشعبية تشكّل الأساس الحقيقي لأي عملية سياسية مستقبلية.

* الضالع تخاطب العالم من عدن

من جانبه، أكد رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع، العميد عبدالله مهدي، في كلمته أمام الحشود، أن محافظة الضالع لعبت ولا تزال تلعب دورًا استراتيجيًا ومحوريًا في مسيرة النضال الجنوبي، باعتبارها ساحة للمواجهة وميدانًا لصناعة البطولات التي تُسطر حتى اليوم في مختلف الجبهات.

وأشار العميد مهدي إلى أن المشاركة الجماهيرية الواسعة لأبناء الضالع في ساحة الاعتصام المفتوح بعدن تمثل ترجمة حقيقية لتلاحم الصف الجنوبي وتماسكه، واصطفافه الواعي خلف قضيته العادلة وقيادته السياسية. وأضاف أن الضالع حضرت اليوم لتخاطب العالم أجمع بأن شعب الجنوب قد حسم قراره باستعادة دولته، وأن هذا القرار نابع من إرادة شعبية حرة لن يتم التفريط بها تحت أي ظرف.

وشدد مهدي على أن مشروع الوحدة بصيغته السابقة أصبح من الماضي، ولم يعد مقبولًا لدى أبناء الجنوب، مؤكدًا أن الشعب الجنوبي لن يسمح بفرض أي مشاريع تنتقص من حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.

 

* اصرار شعب الجنوب

القائد اللواء صلاح الشنفرة، كان في مقدمة الحشود الجماهيرية القادمة الى العاصمة عدن ، وأكد خلال كلمه ألقاها أمام الحشود الجماهيرية المحتشدة في ساحة الاعتصام المفتوح بالعاصمة عدن، بالوقوف الكامل والثابت إلى جانب القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، مجددًا التفويض الشعبي الصريح له لاتخاذ الخطوات السياسية الحاسمة نحو إعلان دولة الجنوب العربي.

وقال اللواء الشنفرة إن هذا المشهد الجماهيري العظيم الذي تشهده عدن اليوم، وما يرافقه من زخم شعبي غير مسبوق، يعكس وعي شعب الجنوب وإصراره على استعادة دولته وهويته وسيادته، مؤكدًا أن الإرادة الشعبية التي تحتشد اليوم في ساحة الاعتصام هي ذاتها التي صنعت الانتصارات وكسرت مشاريع الهيمنة والوصاية.

وأشاد الشنفرة بالحضور الجماهيري الكبير لأبناء محافظة الضالع، وابناء الجنوب عامة واصفًا مشاركتهم بالرسالة القوية والدلالة الوطنية العميقة، لما تمثله الضالع من رمزية نضالية وتاريخ حافل بالتضحيات، مؤكدًا أن زحف الضالع إلى عدن يجسد وحدة الصف الجنوبي والتلاحم الوطني في هذه المرحلة المفصلية.

وأشار إلى أن ما يبعثه شعب الجنوب العربي اليوم من رسائل واضحة، من ساحة الاعتصام في عدن ومن مختلف محافظات الجنوب، يؤكد للعالم أجمع أن الجنوب شعب واحد، وقرار واحد، وقضية واحدة، لا تقبل التراجع ولا المساومة، وأن خيار استعادة الدولة بات خيارًا شعبيًا جامعًا لا رجعة عنه.

وشدد اللواء صلاح الشنفرة على أن هذا الحراك الجماهيري السلمي يمثل أقوى أدوات النضال السياسي، ويعكس تمسك أبناء الجنوب بحقهم المشروع في تقرير مصيرهم وبناء دولتهم المستقلة، داعيًا إلى الحفاظ على وحدة الصف، وتعزيز الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية الجنوبية حتى تحقيق أهداف شعب الجنوب كاملة.

*إجماع سياسي وعسكري وشعبي

وشهدت الفعالية إلقاء عدد من الكلمات لقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات وطنية، عبّرت مجملها عن تطلعات شعب الجنوب وخياراته السياسية، ودعت إلى المضي بثبات في اتخاذ الخطوات اللازمة لإعلان دولة الجنوب العربي، استجابة للإجماع الشعبي المتنامي في مختلف محافظات الجنوب.

 

19 يومًا من الزخم المتصاعد

وتتواصل لليوم التاسع عشر على التوالي فعاليات الاعتصام المفتوح في ساحة خور مكسر، وسط توافد متزايد للحشود الجماهيرية القادمة من مختلف محافظات ومديريات الجنوب، في أجواء اتسمت بالحماس الوطني والتفاعل الشعبي الواسع، حيث صدحت الساحة بالشعارات الثورية والهتافات المؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي، والمجددة للتفويض الشعبي للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.

ويعكس هذا الحضور الجماهيري اللافت اتساع قاعدة التأييد للمشروع الوطني الجنوبي، وتنامي القناعة الشعبية بأن إعلان دولة الجنوب العربي لم يعد مجرد مطلب، بل استحقاقًا وطنيًا وخيارًا استراتيجيًا لا يمكن التراجع عنه، في ظل وحدة الموقف الجنوبي، والإجماع الشعبي المتزايد حول متطلبات المرحلة المقبلة ومسارها السياسي.