عدن بلس|متابعات

رغم أن أمراض القلب تُصنّف عادة ضمن مشكلات كبار السن، فإن الواقع يُظهر أن بعض الحالات الخطيرة تبدأ في سن مبكرة، وقد تكون مميتة إن لم تُكتشف في الوقت المناسب.

الشباب ليسوا في منأى عن الخطر، خاصة من تظهر عليهم أعراض قلبية غير مبررة، أو لديهم عوامل خطر وراثية.هذا ما يؤكده الدكتور إيهاب عبد الرازق، أستاذ جراحات القلب المفتوح والشريان الأورطي بجامعة عين شمس، مشيرًا إلى ضرورة التوعية بأعراض القلب التي لا يجب إغفالها في عمر الشباب، باعتبار أن بعضها قد يكون مقدّمة لمشكلات شديدة، تصل أحيانًا إلى الوفاة المفاجئة.

إشارات مبكرة تستحق الانتباه

هناك مجموعة من العلامات، إذا ظهرت على شاب، يجب أن تُعامل بجدية وتُتابع طبيًا، ومنها:

ألم مفاجئ في منتصف الصدر لا يزول بسهولة، ويشبه الشعور بثقل داخلي أو انقباض قوي.

آلام تمتد إلى الذراعين أو الفك أو أعلى الظهر، دون سبب عضلي واضح.

صعوبة في التنفس حتى أثناء الراحة أو بعد نشاط بدني خفيف لم يكن يتسبب بالإجهاد سابقًا.

إحساس برفرفة أو اضطراب مفاجئ في ضربات القلب، كأن القلب “يخفق خارج إيقاعه”.

إرهاق غير مبرر من أقل مجهود بدني، مثل صعود درجات بسيطة أو المشي لمسافة معتادة.

هذه الأعراض، خاصة إذا كانت متكررة أو مفاجئة، تُعد بمثابة إنذار بوجود اضطراب قلبي محتمل، يتطلب تقييمًا طبيًا فوريًا.

فئات الشباب الأكثر عرضة
الخطر يتضاعف لدى الشباب الذين ينتمون إلى عائلات لديها تاريخ مرضي لحالات وفاة مفاجئة أو أمراض قلبية، حيث ترتفع احتمالية الإصابة بمشكلات وراثية مثل تضخم الجدار الفاصل بين البطينين الايسر والأيمن معا ، أو بعض اضطرابات النبض القاتلة التي لا تظهر بالضرورة في الحياة اليومية.

خطوات الفحص والتشخيص المبكر
بحسب رؤية الدكتور إيهاب عبد الرازق، لا يكفي الاكتفاء بالملاحظة الشخصية، بل يجب اللجوء إلى استشاري قلب لإجراء تقييم شامل يشمل:

مراجعة سريرية دقيقة للأعراض.

تخطيط كهربائي للقلب (رسم القلب).

فحص إيكو (صدى القلب).

متابعة كهربية القلب لفترة زمنية.

هذه الإجراءات تُساعد في الكشف المبكر عن ضيق في الشرايين التاجية، أو علامات جلطة قلبية كامنة، أو اضطرابات كهربائية قد تُسبب نوبات خطيرة.

كيف نحمي شبابنا؟
الوقاية الفعالة لا تبدأ عند ظهور الأعراض، بل قبل ذلك بكثير. وتتمثل الخطوات الأساسية في:

ممارسة الرياضة بانتظام دون إجهاد مفرط، ووفقا لرؤية متخصصة.

تبني نظام غذائي متوازن غني بالخضراوات وقليل الدهون المشبعة.

الابتعاد عن التدخين.

الفحص الدوري للقلب، خاصة لمن لديهم عوامل وراثية.

عدم التهاون في مواجهة هذه الأعراض، حتى لا تؤدى إلى عواقب لا يمكن تداركها، بينما يُمكن للكشف المبكر والمتابعة الدقيقة أن يُنقذ الحياة