عدن بلس/كتب.. سفيان بن علي
في هذا الزمن العجيب، أصبح مجرد التعبير عن الفخر والاعتزاز بالقيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي أو الوقوف إلى جانب قواتنا المسلحة الجنوبية، يُصنّف عند البعض تحت مسمى “تطبيل”!
ويا للأسف، فقد اختلطت عندهم معاني الوفاء والاصطفاف الوطني، حتى صار من يقف سدًّا منيعًا أمام كل مؤامرة تستهدف وطنه وكرامته، يُرمى بتهم الجهل والموالاة العمياء.
إن كان الانتماء لقضية عادلة والتصدي للمشاريع المشبوهة والدفاع عن مشروع استعادة الدولة يُعتبر تطبيلاً، فنعم، نحن مطبلون لهذا الحق، مطبلون لكل خطوة تتجه نحو سيادة الجنوب واستقلال قراره، مطبلون لكل قطرة دم سالت في ميادين القتال دفاعاً عن الأرض والعرض، ولسنا نادمين.
الحقيقة التي يتعامى عنها البعض، أن العدو نفسه — نعم، ذلك الذي يقصف مواقعنا كل يوم — بات يُقر علناً أن الجنوبيين على حق، وأن مشروع الانتقالي واضح المعالم، واضح الرؤية، ثابت المبدأ.
فأي منطق معكوس هذا الذي يُخوّن أبناء الجنوب الأوفياء، بينما من كانوا بالأمس يسبّحون بحمد أنظمة البطش والاستبداد، لا يُصنفون بشيء، بل ما زالوا إلى اليوم يُزينون صور الطغاة على جدرانهم وقلوبهم؟!
إن المجلس الانتقالي الجنوبي يسير في طريق صعب، لكنه واضح.
عسكرياً، على الجبهات، يتصدّى لمليشيات مدعومة إقليمياً ودولياً.
وسياسياً، يتحرك بحكمة وصبر، ويُدير معارك من الكواليس لا تُنشر للعلن إلا بعد أن تُؤتي أُكلها.
أما الاقتصاد، فهو الجرح المفتوح الذي تنهشه بقايا فساد ممنهج، شاركت فيه أطراف ما زالت تُمنَح السلطة دون كفاءة، وتُغضّ الطرف عن فشلها وتقصيرها، فلا يُلام الانتقالي على ما ليس بيده، لكنه يُحاسب رغم أنه الوحيد الذي يدفع الثمن.
من عدن، رغم كل الألم والتحديات، ترى الملامح الأولى لدولة الجنوب القادمة، دولة فيدرالية مستقلة كاملة السيادة، تتحرك ببطء، لكنها تتحرك بثبات، رغم أن كل الأيادي من الداخل والخارج تحاول عرقلتها كي لا تُحتسب الإنجازات باسم الجنوب ولا باسم رجاله.
فدعونا نُفرق جيداً بين من يُجامل على حساب الحق، ومن يُوالي مشروع وطنه عن قناعة وبصيرة.
ولتعلموا: لسنا ممن يطبلون للباطل، بل نحن جنود لقضية عادلة… وسنظل كذلك حتى نرى الجنوب حراً سيداً على ترابه، شاء من شاء وأبى من أبى
سفيان بن علي
تعليقات الزوار ( 0 )