عدن بلس|متابعات

ارتعاش اليدين، أو ارتعاشهما اللاإرادي، مشكلة شائعة يُرجعها الكثيرون إلى التوتر أو التعب أو التقدم في السن، ورغم أن الارتعاش العرضي عادةً ما يكون غير ضار، إلا أن الرعشة المستمرة أو غير المبررة قد تُشير إلى مشكلات صحية كامنة، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.

وتتراوح المشكلات الصحية التي تسبب رعشة اليدين، بين حالات عصبية، مثل الرعشة الأساسية أو مرض باركنسون، ونقص التغذية الذي يؤثر على وظائف الأعصاب والعضلات، وحتى التغييرات الطفيفة في ثبات اليد قد تؤثر على أداء المهام اليومية كالكتابة أو حمل الأشياء أو استخدام الأدوات، لذلك فإن إدراك الأسباب المحتملة وطلب المشورة الطبية يُساعد في تحديد ما إذا كان العلاج أو تعديل نمط الحياة ضروريًا لإدارة الرعشة أو الحد منها.

رعشة اليدين قد تكون ناتجة عن نقص الفيتامينات والمعادن

الرعشة هي انقباضات عضلية لا إرادية منتظمة تُسبب ارتعاشًا في أجزاء من الجسم، ورغم أن الجميع يُصابون برعشة خفيفة، إلا أنها عادةً ما تكون غير ملحوظة، وارتعاش اليدين شائع، وقد يُصبح أكثر وضوحًا عند رفع اليدين أو أثناء التوتر والإرهاق، ومع أن اليدين أكثر تأثرًا، إلا أن الرعشة قد تحدث أيضًا في الرأس، أو الذراعين، أو الساقين، أو الجذع، أو حتى في الصوت، مما يُسبب صوتًا مرتجفًا.

وتلعب الفيتامينات دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الجهاز العصبي، ونقص بعض الفيتامينات قد يُضعف وظائف الأعصاب، مما يؤدي إلى أعراض مثل ارتعاش اليد.. وتشمل الفيتامينات الأساسية المرتبطة بهذه الاضطرابات العصبية ما يلي:

نقص فيتامين ب12

فيتامين ب12 ضروري لوظائف الأعصاب وإنتاج خلايا الدم الحمراء، نقصه قد يؤدي إلى أعراض عصبية، منها ارتعاش اليد، وقد سلطت دراسة نُشرت في مجلة ساينس دايركت الضوء على كيف أن نقص فيتامين ب12 قد يؤدي إلى اعتلال الأعصاب المحيطية، وهي حالة قد تظهر على شكل ارتعاش وأعراض أخرى.

نقص فيتامين د

فيتامين د، المعروف بدوره في صحة العظام، يؤثر أيضًا على وظائف العضلات وصحة الأعصاب، وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Cureus للعلوم الطبية وجود صلة بين نقص فيتامين د والوظائف العصبية مثل الرعشة، وخلص الباحثون إلى أن علاج نقص فيتامين د قد يقلل من عدد الاضطرابات العصبية المُشخصة، مثل مرض باركنسون والاضطرابات العصبية العضلية.

نقص المغنيسيوم

المغنيسيوم معدن حيوي يشارك في نقل الإشارات العصبية وانقباض العضلات، وقد يؤدي انخفاض مستوياته إلى تشنجات عضلية ورعشة، ودور المغنيسيوم في وظائف العضلات والأعصاب يجعله عنصرًا غذائيًا أساسيًا لمن يعانون من الرعشة، فهو يساعد في تنظيم إشارات النواقل العصبية في الدماغ، مما قد يكون مفيدًا في إدارة أعراض الرعشة.

أعراض رعشة اليد الناتجة عن نقص الفيتامينات

غالبًا ما تصاحب رعشة اليد الناتجة عن نقص الفيتامينات أعراضا إضافية تعكس تأثير نقص العناصر الغذائية الأساسية على الجهاز العصبي والصحة العامة.. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

التعب والضعف

قد يشير التعب المستمر ونقص الطاقة بشكل عام إلى عدم حصول جسمك على ما يكفي من الفيتامينات لأداء وظائفه على النحو الأمثل، وخاصة فيتامينات ب، حتى المهام البسيطة، مثل رفع الأشياء أو صعود السلالم، قد تبدو أكثر صعوبة.

التنميل أو الوخز

غالبًا ما يشير الشعور بالوخز “الوخز بالإبر” في اليدين أو القدمين إلى تضرر الأعصاب، وقد ينتج هذا عن نقص فيتامين ب12 أو المغنيسيوم، وهما عنصران أساسيان لسلامة وظائف الأعصاب.

تغيرات إدراكية

قد تصاحب الرعشة صعوبة في التركيز، أو نسيان، أو إرهاق ذهني، حيث تلعب بعض الفيتامينات، مثل فيتامين ب12 وفيتامين د، دورًا في وظائف الدماغ، لذلك فإن نقصها قد يؤثر بشكل طفيف على الذاكرة والتركيز.

تقلصات أو تشنجات عضلية

قد تظهر تقلصات أو تشنجات عضلية لا إرادية في اليدين أو الساقين أو مناطق أخرى، ويُعد المغنيسيوم وفيتامين د ضروريين بشكل خاص لوظائف العضلات السليمة، وقد يؤدي انخفاض مستوياتهما إلى تفاقم الرعشة.

تغيرات المزاج

يمكن أن يؤثر نقص الفيتامينات على إنتاج ووظيفة النواقل العصبية المنظمة للمزاج، مما قد يسبب التهيج والقلق والتعب أو انخفاض الحالة المزاجية إلى جانب الأعراض الجسدية الأخرى مثل الضعف أو تساقط الشعر أو ضعف التئام الجروح.

تشخيص ومعالجة السبب الجذري لرعشة اليد

يتضمن التشخيص عادةً تاريخًا طبيًا شاملًا، وفحصًا بدنيًا، وفحوصات دم لتقييم مستويات الفيتامينات والمعادن، وبعد تحديد النقص، قد تشمل استراتيجيات العلاج ما يلي:

التعديلات الغذائية: تناول أطعمة غنية بالفيتامينات الناقصة، فعلى سبيل المثال، تشمل الأطعمة الغنية بفيتامين ب12 اللحوم ومنتجات الألبان والحبوب المدعمة، ويمكن الحصول على فيتامين د من الأسماك الدهنية والأطعمة المدعمة والتعرض لأشعة الشمس، بينما ويوجد المغنيسيوم في المكسرات والبذور والخضراوات الورقية.

المكملات الغذائية: في الحالات التي يكون فيها تناول الطعام غير كافٍ لسد نقص الفيتامينات، أو يكون الامتصاص ضعيفًا، قد يوصى بتناول المكملات الغذائية.

تعديلات نمط الحياة: يوصى بالتعرض الكافي لأشعة الشمس لتكوين فيتامين د وإدارة مستويات التوتر لمنع تفاقم الأعراض.

فيما يلى.. طرق الوقاية من رعشة اليد المرتبطة بنقص الفيتامينات والإدارة طويلة الأمد:

المراقبة المنتظمة: تساعد فحوصات الدم الدورية لمراقبة مستويات الفيتامينات والمعادن، خاصة للأفراد المعرضين للخطر، مثل كبار السن، والنساء الحوامل، أو المصابين بأمراض مزمنة، على منع حالات النقص وتعزيز الصحة العامة.

النظام الغذائي المتوازن: إن تناول نظام غذائي متنوع يشمل جميع العناصر الغذائية الأساسية والفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، من شأنه أن يدعم وظيفة المناعة وصحة العظام ومستويات الطاقة على المدى الطويل.

التعرض لأشعة الشمس: تعتبر ممارسات التعرض الآمن لأشعة الشمس للحفاظ على مستويات كافية من فيتامين د، بما في ذلك فترات قصيرة يوميًا في الهواء الطلق مع حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مهمة لقوة العظام والصحة الأيضية.