عدن بلس.. فهد سعيد صالح مصلح

يعاني الجنوب من تحديات كبيرة في مجال الإدارة والتنمية، حيث يُعد الفساد من أكبر المعوقات التي تواجه المجتمع. ويُضعف الفساد المؤسسات، ويقوض ثقة الناس بالسلطات القائمة، ويجعل الخدمات الأساسية رهينة المزاجية والمحسوبية.

وفي ظل الظروف المعقدة التي يمر بها الجنوب، يبرز دور المجلس الانتقالي الجنوبي في إدارة المناطق الواسعة، وتساؤلات جدية حول تأثير الفساد على الخدمات العامة والتنمية. يواجه المواطن الجنوبي صعوبات متعددة، من المحسوبية في التوظيف إلى سوء إدارة الموارد المخصصة للتنمية، وتعقيد المعاملات الإدارية.

وتُلقي هذه الممارسات بظلالها الثقيلة على صورة المؤسسات المحلية وتُضعف ثقة المواطن بها. والخطر في هذه الظاهرة لا يقتصر على الجانب الإداري فقط، بل يتجاوز ذلك إلى ضرب ركائز التنمية والاستقرار.

ومن هنا، تبرز الحاجة الملحة إلى إصلاح جاد ومسؤول. فالمجلس الانتقالي، بوصفه سلطة أمر واقع في الجنوب، أمامه فرصة لتعزيز صورته لدى المواطنين عبر محاربة الفساد بجدية، وتمكين أجهزة الرقابة، وتشجيع الإعلام والمجتمع المدني على المساهمة في كشف التجاوزات.

إن المواطن الجنوبي يريد سلطة قريبة منه، تحمي حقوقه، وتُحسن إدارة موارده، وتبني مستقبلًا أكثر استقرارًا وعدالة. وإذا نجح المجلس الانتقالي في معالجة هذه التحديات بصدق وشفافية، فسوف يكسب ثقة الناس، وهي الثروة الحقيقية التي لا تُقدّر بثمن.

 

الناشط الحقوقي.. فهد سعيد صالح مصلح