عدن بلس..كتب الناشط – فهد سعيد صالح مصلح

الصراع من أجل الحرية ليس نضالًا لمرة واحدة، بل هو مسعى مستمر. والمجموعات التي كانت تناضل من أجل حريتها في الماضي تحمل مسؤولية أكبر في حماية حريات الآخرين في المستقبل. لقد عانى الكثير من قيادات وكوادر الجنوب في الماضي من سياسات القمع التي مارستها حكومة صنعاء، حيث تم اعتقالهم ومنعهم من التعبير عن آرائهم السياسية ومصادرة صحفهم ومواقعهم الإعلامية.

كان نضالهم من أجل “القضية الجنوبية” يرتكز على المطالبة بالحق في التعبير عن الذات السياسية والوطنية، وكانوا يُعتبرون ضحايا قمع سياسي. اليوم، ومع تولي المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية إدارة مناطق واسعة، يأتي دورهم لحماية هذه الحريات.

يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يُراجع سياساته وأن يلتزم بالمبادئ التي ناضل من أجلها في الماضي. حماية حرية التعبير ليست خيارًا، بل هي ضرورة لأي حكومة تؤمن بقدسية حقوق الإنسان. إن احترام حرية التعبير يسمح بكشف الفساد ومحاسبة المسؤولين وتوجيه السياسات العامة بشكل أفضل.

في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الملح: هل سيتمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من تحقيق التوازن بين السلطة وحماية الحريات، أم أن التاريخ سيعيد نفسه؟ القرار بيد صناع القرار، والشعب يتطلع إلى رؤية حقيقية لاحترام حقوقه وحرياته.